الكيان الصهيوني امام سياسة الضم وحل الدولة العنصرية الواحدة..!

بقلم د. عبدالرحيم جاموس

ادارةالرئيس دونالد ترامب تواصل تحديها المباشر للشعب الفلسطيني ولحقوقه المشروعة في وطنه ، و للقانون الدولي والشرعية الدولية.. وللرأي العام العربي والدولي في اعتبارها ان الاستيطان في الاراضي الفلسطينية المحتلة عمل لايتنافى والقانون الدولي... بل عمل شرعي ولايعيق السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين حسب ما صرح به مؤخرا وزير خارجيته مايك بومبيو.. ليأتي هذا التصريح بموقف جديد للولايات المتحدة من موضوع الاستيطان الاسرائيلي في الضفة الغربية والاراضي الفلسطينية منافيا لما كان عليه الموقف الامريكي من الاستيطان طيلة عقود خلت.،ويمثل اضافة نوعية وخطوة جديدة من خطوات تكريس الاحتلال وتدمير كل بارقة امل بإمكانية التوصل الى اي تسوية تكون مقبولة بين الفلسطينيين والمستعمرة الاسرائيلية بالرعاية الامريكية...

تكشف هذة الخطوة عن حقيقة واضحة وجلية ان امريكا تسير بسرعة نحو الانهيار الاخلاقي والقانوني الذي سوف يضعها في عزلة سياسية مع كيان المستعمرة الاسرائيلية على المستوى العالمي ، لتحديهما لقواعد القانون والشرعية والسلوك الدولي بسبب هذة المواقف والسياسات الرعناء والهوجاء والجوفاء والخرقاء ، التي ترفضها كل دول العالم بما فيها تلك الدول التي كانت تعتبر حليفة للولايات المتحدة تاريخيا ، وفي مقدمتها دول اوربا الغربية التي اعلنت رفضها الحاسم لهذة الخطوة ولهذا الموقف الشاذ قانونيا وسياسيا ، الذي لايخدم سوى شرعنة التطرف والارهاب الصهيوني المنظم والممارس في حق الشعب الفلسطيني..و يكشف عن عجرفة سياسية وفاشية للادارة الامريكية في معاداتها السافرة للشعب الفلسطيني ولكل المشاعر العربية ، و المتبنية لأفكار اليمين الصهيوني الحاكم في المستعمرة الاسرائيلية ، و تعمل على توفير الغطاء السياسي له لتنفيذ سياساته الهادفة الى ضم المستوطنات بل وضم الأراضي الفلسطينية المحتلة وتشيد نظام فصل عنصري في فلسطين المحتلة .

في ظل هذا المناخ السياسي المتوتر و المحموم قام الصحفي الاسرائيلي الشهير غازي بركعي بطرح سؤال على وزراء حكومة الاحتلال عبر اذاعة الجيش الصهيوني منذ ساعات الصباح الاولى ليوم الثلاثاء19/11/2019 م يقول : إن قرار ضم الضفة الغربية قد بات متفق عليه بين جميع الاحزاب الصهيونية المتنافسة على الحكم . ولكن يبقى السؤال و الاشكال الأهم هو ماذا ستفعلون بسكان الضفة(يهودا والسامرة) ؟

هنا يعلق الصحفي غازي بركعي قائلا:الاجابة وحدها التي صدمتني هي ( حتى لا يطالب سكان الضفة بالتصويت للكنيست ، يجب ان نسمح لهم بعمل انتخابات لبرلمان خاص لديهم .. و بذلك نتخلص من المسؤولية عنهم ديموغرافيا وسياسيا ، واقتصاديا ) !

هذة الاجابة لدى المستوى السياسي الاسرائيلي تكشف بشكل واضح عن نواياه بالتوجه الى اقامة دولة واحدة ذات نظام فصل عنصري ، والتوجه نحو استنساخ نموذج نظام جنوب افريقيا العنصري البائد.. هذا هو الحل في نظرهم وهذا هو التوجه الذي تدعمه الادارة الامريكية الحالية بمواقفها المنحازة .. دون ادراك لما يمثله هذا التوجه من مخاطر سياسية وامنية تقود الى تأجيج الصراع وفرض العزلة على كيان المستعمرة ... و تأكيد مستقبلها الحتمي الذي ستؤول اليه ، والذي لن يختلف عن المآل الذي آل اليه مصير النظام العنصري في جنوب افريقيا ..

هذا التوجه يفتح الباب على مصراعية لفرض حل الدولة الواحدة العنصرية من وجهة النظر الصهيوامريكية .. والتي لايمكن ان يرضخ لها الفلسطينيون بل سيواصلون كفاحهم ضد سياسة الميز العنصري وضد الاحتلال من اجل انتزاع حقوقهم المشروعة في وطنهم وفي مقدمتها حق العودة والمساواة وحق تقرير المصير في دولة ديمقراطية تمثل نقيضا لنظام الفصل العنصري الذي تسعى الى فرضه المستعمرة الاسرائيلية بالدعم الامريكي..

نخلص الى ان سياسات اليمين الاسرائيلي تقود الكيان الصهيوني الى العزلة السياسية والى المصير الحتمي الذي آل اليه مصير النظام العنصري في جنوب افريقيا قبل نهاية القرن العشرين..!

د. عبدالرحيم جاموس

عضو المجلس الوطني

الرياض 20/11/2019م